وأخيراً وبعد جهدٍ مضن في التنقّل بين مختلف البلدان، والطواف في مرابع العديد من المطابع في العالمين العربي والإسلاميّ، استقرّ الأمر على مطبعة "ماس" والموجودة بتركيا بإدارة السيّد محمد بورا.
في تلك الأثناء تم إيفاد خطّاط المصحف الفائز السيّد عبيد البنكي إلى القاهرة من قبل اللجنة من أجل مقابلة رئيس لجنة مراجعة المصاحف بالأزهر الشريف فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد عيسى المعصراوي -حفظه الله-، وقد كان اللقاء بينهما ناجحاً ومثمراً، فقد أشار الدكتور على السيد البنكي بضرورة ختم النسخة الأصليّة من المصحف الذي قام بخطّه لأجل حماية حقوق النشر، وتمّ خلال هذا اللقاء إجراء التصويبات والتصحيحات النهائيّة على نسخة المخطوطة النهائيّة، والتي أقرّتها لجنة المراجعة المشكّلة من قبل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلاميّة تحت إشراف الشيخ عبد الله بن عمر البكري الخبير الشرعي في الوزارة.
واستمرّت عمليّات المراجعة المضنية والمقارنة بعيّنات الطباعة، حتى صدرت الموافقة من مجمع البحوث الإسلاميّة بالأزهر الشريف وذلك في يوم 3/3/2008م، وقد كانت اللجنة التي أصدرت الموافقة برئاسة الشيخ الدكتور أحمد عيسى المعصراوي، وبمشاركة كلٍّ من أصحاب الفضيلة:
1- الشيخ عبد الحكيم عبد اللطيف عبد الله نائباً لرئيس اللجنة.
2-الشيخ سيد علي عبد المجيد عبد السميع وكيلاً للّجنة.
3- الشيخ حسن عبد النبي عبد الجواد عراقي وكيلاً للّجنة.
4- الشيخ سلامة كامل جمعة قناوي عضواً في اللجنة.
5- الشيخ علي سيد علي شرف عضواً في اللجنة.
6- الشيخ حسن عيسى المعصراوي عضواً في اللجنة.
وبواسطة هذه الكوكبة المباركة من أصحاب الفضيلة والعلماء والمشايخ تمت المراجعة للمصحف الشريف، كما قامت اللجنة بإضافة بعض الوقوف في مواضع من المصحف تسهيلاً على القرّاء عامّة والحفّاظ خاصّة.
ولم يكن فعل اللجنة سابق الذكر بدعاً من القول ولا اختراعاً من عند أنفسهم، بل كان لهم سلفٌ في ذلك ومستندٌ شرعيّ مستمدٌّ من كتب أهل الاختصاص والخبرة، مثل كتاب "المكتفى" لأبي عمرو الداني، وكتاب "منار الهدى" للأشموني، ويُضاف إليهما كتاب "المقصد" لزكريا الأنصاري.
وبهذه التوصيات تكون اللجنة المنتخبة لمراجعة المصاحف بالأزهر الشريف بالاشتراك مع فريق الوزارة قد قطع شوطاً مهماً في توثيق النصّ القرآني وتهيئته للطباعة النهائيّة.